المردود الإيجابي لدمج تحليلات البيانات الضخمة في منهج مراجعة مخاطر الأعمال على قرارات المراجع الخارجي

شهد العالم في الفترة الأخيرة تطورات سريعة ومتلاحقة في مجال تکنولوجيا المعلومات والشبکات، وتزايد استخدام الملايين من الأفراد والشرکات لمواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذکية وأجهزة الکمبيوتر وغيرها من الوسائل التى من شأنها زيادة کمية البيانات الضخمة، وظهور هذه البيانات لها تأثير على تغيير مهام ومسئوليات المراجعين الخارجين من ناحية، کما أنها وسيلة لترشيد قراراتهم وبالتالي تحسين وتعزيز جودة المراجعة الخارجية من ناحية أخري.
وحيث أن منهج مراجعة مخاطر الأعمال يُساهم في تذليل بعض مشاکل قرارات المراجع الخارجي، حيث أن إتباع المراجع هذا المنهج يُمکنه من تحديد مخاطر الأعمال التى تُعيق تحقيق أهداف الشرکة، وتقدير تأثيرها على مخاطر المراجعة (المخاطر الملازمة ومخاطر الرقابة)، کما يُمکنه مراجعة التقديرات المحاسبية للقيمة العادلة، کما يٌمکنه من اکتشاف أى غش أو تلاعب أو تحريفات جوهرية في القوائم المالية، مما يقلل من فجوة التوقعات بين المراجع وبين مستخدمي تلک القوائم، کما أن استخدام المراجع لبطاقة الأداء المتوازن من شأنها توفير أدلة تدعم رأيه حول مدي استجابة الإدارة لمخاطر الأعمال.
وبالرغم من دور منهج مراجعة مخاطر الأعمال في الحد أو التقليل من المشاکل التى تُواجه المراجع الخارجي، إلا أنه لا يواکب بيئة البيانات الضخمة، حيث يعتمد على الأدوات والأساليب التقليدية في تقييم المخاطر وجمع أدلة المراجعة من خلال الاجراءات التحليلية، وحيث أن هذه الأدوات تهمل إمکانيات وقدرات تحليلات البيانات الضخمة، مما يتطلب أن يولي اهتماماً بالإطار البيانات الضخمة وتحليلاتها وزيادة معرفته الأدوات والاساليب الحديثة التى يُمکنها الاستفادة من نتائجها في دعم قراراته وأحکامه المهنية.